تأثير تصميم المباني في توفير الاستهلاك

بمــا أننــا نعيــش فــي ظــروف بيئيــة حــارة، فإنــه بلا شــك لتصميــم المباني دور هام فـي خفـض درجـة الحـرارة داخلهـا، وبالتالي للتصميم دور في تخفيــض استهلاك الأجهزة الكهربائيــة، مــن تكييــف وإنــارة مــن خــلال تقليل ســاعات تشــغيلها، وتخفيــض حجمهــا، لــذا فإنــه مــن الواجــب علــى المصمميـن المعمارييـن استغلال الظـروف الطبيعيـة فـي تصميـم المبنـى والاستفادة مــن التكييــف الطبيعــي، والإنارة الطبيعيــة قدر المستطاع ونـورد هنـا عـدة طـرق مختلفـة تسـاعد فـي تحسـين المنـاخ داخـل المبنى، وذلــك للمبانــي الجديــدة قيــد التصميــم.

الشكل العام للمبنى واتجاهاته

إن الشــكل العــام المثالــي للمبنــى هــو الــذي يمكنــه مــن اســتقبال أقــل كميــة مــن إشــعاع الشــمس، وعليــه فــإن الشــكل المســتطيل هــو الشــكل المثالــي للمبنــى بحيــث يكــون الضلــع الطولــي للمبنــى مواجهــا للشــمال

تصميم النوافذ

تعتبــر فتحــات النوافــذ مــن نقــاط الضعــف فــي المبنــى، والتــي تســمح بانتقــال الحــرارة مــن وإلــى المنــزل بســهولة أكثــر مــن خــلال الحوائــط الجانبيــة، لــذا يجــب تقليــل مســطحات النوافــذ إلــى الحــد الــذي لا يشــوه جمـال المبنـى ولا يمنـع مـن الإضـاءة الطبيعيـة المناسـبة مـن الدخـول مـع التقليــل مــا أمكــن مــن مواجهــة النوافــذ المباشــرة لأشعة الشــمس، كمــا أنـه بإمـكان المهنـدس المعمـاري تصميـم أشـكال هندسـية مـن البـروزات، بحيـث تعمـل كمظلـة لفتحـات النوافـذ، الأمر الـذي يقلـل مـن تسـرب أشـعة الشـمس إلـى الداخـل، كمـا يجـب أن يشـمل التصميـم جعـل زجـاج النوافـذ مـن النـوع المـزدوج للمسـاعدة فـي تقليـل تسـرب الحـرارة داخـل المبنى

التشجير

التشـجير المناسـب يعطـي راحـة وتوفيـرا فمـن الناحيـة الجنوبيـة للمبنـى مـن المفضـل زراعـة الأشـجار المتسـاقطة الأوراق فـي الشـتاء، وذلـك لعمـل تظليـل مـن أشـعة الشـمس فـي الصيـف، والسـماح لآشـعة الشـمس بالمـرور فـي الشـتاء، أمـا فـي النواحـي الشـمالية والغربيـة والشـرقية فمـن المفضـل زرع أشـجار دائمـة الخضـرة لتمنـع أشـعة الشــمس مــن الدخــول إلــى داخــل المنــزل فــي الصيــف، ولتعمــل مصــدا للريـاح فـي الشـتاء يحـد مـن قـوة الريـاح

استخدام الألوان الفاتحة

تتمتـع الألوان الفاتحـة بخاصيـة عكـس الآشـعة سـواء كانـت أشـعة شـمس أو أشــعة إنــارة داخليــة، لــذا يفضــل أن تكــون دهانــات الحوائــط الخارجيــة أو الرخــام أو الحجــر المســتخدم مــن النــوع الفاتــح، وذلــك لعكــس أشــعة الشــمس، وتقليــل امتصاصهــا للحــرارة، وتســريبها داخــل المبنــى، ممــا يعنــي تخفيــض اســتهالك التكييــف، وبالتالــي التوفيــر فــي الاســتهلاك كمـا يفضـل أن تكـون الدهانـات الداخليـة مـن النـوع الفاتـح، وذلـك لعكـس أشــعة الشــمس، وتقليــل امتصاصهــا للحــرارة، وتســريبها داخــل المبنــى، ممـا يعنـي تخفيـض اسـتهالك التكييـف، وبالتالـي التوفيـر فـي الاستهلاك.
كمــا يفضــل أن تكــون الدهانــات الداخليــة مــن النــوع الفاتــح، وذلــك حتــى يمكـن اسـتخدام الحـد الأدنـى مـن أجهـزة الإنـارة، وبالتالـي تخفيـض تأثيـر حـرارة الإنارة داخـل المبانـي، والـذي يـؤدي بـدوره إلـى تقليـل حجـم معـدات التكييـف، وتقليـل سـاعات عملهـا، ممـا يعنـي تقليـلاً فـي الاسـتهلاك علـى المـدى البعيـد

رفع مستوى الراحة

يسـاعد تركيـب العـزل الحـراري فـي المبانـي علـى رفع مسـتوى الراحة بسـبب ثبـات الحـرارة طـوال العـام داخـل المبنـى وحيـث أن العـزل الحـراري يجعـل مـن الهـواء داخـل المبنـى بـدون تكييـف مقبـولاً نسـبياً، حتـى فـي أشـد أيام الصيف حراً، إذ أن مــواد العــزل الحــراري تحــد مــن تســرب الحــرارة لداخــل المبنــى، وتكــون درجــة حــرارة الهــواء الداخلــي قريبــة نســبيا مــن الدرجــة المريحــة لإلنســان، والتــي تكــون مــن 25 إلــى 27 درجــة سلســيوس ممــا يخفــف مــن معانــاة مســتخدم المبنــى مــن شــد الحــرارة الخارجيــة، ويقلــل فتــرات تشــغيل أجهــزة التكييــف، بعكــس المبنــى غيــر المعــزول، حيــث تكـون درجـة حـرارة الهـواء بالداخـل قريبـة مـن مسـتوى الدرجـة الخارجيـة، ممـا يجعـل الفـرق بينهمـا وبيـن الدرجـة المريحـة المطلوبـة كبيـرا علـى ذلـك عـدم الشـعور بالراحـة، وبالتالـي الحاجـة الماسـة لتشـغيل أجهـزة التكييــف فتــرات طويلــة، للوصــول لهــذه الدرجــة المريحــة، أنظــر الشــكل (.رقــم )1